في الحرب الكورية أسقطت الطائرات الأميركية منشورات على قوات كوريا الشمالية تعِد فيها بالمال الوفير لأي طيار يهرب بطائرة ميغ-15 وينضم للقوات المناهضة، وفقا لتقرير بمجلة ناشيونال إنترست The National Interest الأميركية للكاتب كاليب لارسون.
في عام 1953، وجد الأميركيون أن أحدث طائرة مقاتلة لديهم سابري إف-86 (F-86 Sabre) كانت تنفجر في سماء المعركة على الرغم من وصفها آنذاك بأنها المقاتلة الأكثر تقدمًا في العالم، وقد وجد الطيارون الأميركيون أن طائرات ميغ-15 النفاثة التي كانت لدى عدوهم تتفوق عليهم في التسلح والمناورة.
ف ميغ 15 ا الروسية يمكنها أن تزيد سرعتها بشكل أكبر وتناور بشكل أفضل على ارتفاع 3000 متر مقارنة بمثيلتها الأميركية، هذا فضلا عن كونها صغيرة ومزودة بمدفعين من عيار 23 ملم، ومدفع ضخم من عيار 37 ملم استطاعت من خلاله أن تنكل بالطائرة F-86 والقاذفات التي كانت ترافقها وتلحق بها أضرارا كبيرة.
وعندما ظهرت هذه الطائرة عند الكوريين توقع الامريكان ان الاتحاد السوفياتي قد تبرع بطائرات وطيارين روس لخدمة القضية الشيوعية في كوريا الشمالية، وكان توقعهم صحيحا.
القوات الجوية الأميركية تكبدت خسائر كبيرة بسبب هذه الطائرة مما جعلها تبحث عن وسيلة لوضع اليد على إحداها للتعرف بشكل أفضل عليها وعلى قدراتها
وفي 26 و27 نيسان 1953، حلقت مجموعة قاذفات أميركية فوق أهداف في كوريا الشمالية، كانت القاذفات تحمل حمولة فريدة من نوعها، فبدلاً من القنابل، كان على متنها أكثر من مليون منشور كتب باللغات الروسية والصينية والكورية، وقد عرض الأميركيون "مكافأة مالية لأي طيار شيوعي يقوم بتسليم طائرة ميغ-15 أو طائرة نفاثة سوفياتية الصنع لقوات قيادة الأمم المتحدة في كوريا".
وقد أطلق الأميركيون على هذه العملية اسم Moolah.
وطبقا للمنشور فإن الطيار الأول الذي ينشق على متن الطائرة السوفياتية سيحصل على مكافأة قدرها 50 ألف دولار وحق اللجوء السياسي، وإعادة التوطين في بلد غير شيوعي، وعدم الكشف عن هويته إذا رغب في ذلك.
وكان سلاح الجو الأميركي يأمل، في المقام الأول، الحصول على طائرة ميغ-15، وكان يأمل بشكل ثانوي أن يؤدي عرض المكافأة إلى زرع الشقاق بين مجموعة الطيارين الذين كانوا يسقطون الطائرات الأميركية.
وبعد إلقاء المنشور، اختفت طائرات ميغ-15 تقريبا من أجواء الميدان بشكل لافت، وقد كتب أحد الجنرالات الأميركيين أن "ردة فعل الجيش الأحمر الأولى كانت إيقاف جميع طائرات ميغ لمدة 8 أيام. ربما كان ذلك بسبب الطقس، أو لأنهم أرادوا التأكد من ولاء الطيارين غير الموثوق بهم سياسياً" وقد رجح الأميركيون الاحتمال الأخير رغم أن الطقس كان سيئا بالفعل
ويضيف الكاتب أنه وفي 21 أيلول من نفس العام، أقلع الطيار "نو كوم سوك" بطائرة من طراز ميغ-15 من قاعدة جوية خارج بيونغ يانغ إلى كوريا الجنوبية، ونقل نو إلى سول فيما أخذت الطائرة إلى خارج البلاد، وقد ادعى نو أنه لم يسمع بالمكافأة.
ورغم أن العملية الأميركية "مولاه" لم تنجح في النهاية كما كان مخططا لها، فإن انشقاق نو بدافع الاشمئزاز من النظام الشيوعي في كوريا الشمالية أعطى الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من المعلومات عن تصاميم الطائرات السوفياتية.
ومن المثير للاهتمام، أن الطيار نو قال إنه بدلاً من المكافأة المالية، التي وعد بها الطيارون الكوريون الشماليون والصينيون، فإن الأموال لم تكن لتغريهم مقارنة بالتعهد بمنحهم الجنسية والحرية.
وبعد خيانة هذا الطيار فإن الطيارين الأميركيين عانوا خسائر أقل في تلك الحرب منذ انشقاق نو وحصولهم على تلك الطائرة.